من طرف بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
رحلة وكالة الفضاء الأمريكية “جونو Juno” إلى مدار حول كوكب المشتري:
في الرابع من تموز عام ٢٠١٦ ستصل رحلة وكالة الفضاء الأمريكية “جونو Juno” إلى مدار حول كوكب المشتري. كوكب المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويتميز بالعديد من الخصائص التي قد تفسر لنا الكثير عن تاريخ نشأة المجموعة الشمسية، الرحلة انطلقت قبل ٥ سنوات (آب ٢٠١١) وقطعت حوالي٨٩٠ مليون كيلومتر للوصول إلى العملاق الغازي. كوكب المشتري يبعد حوالي ٥٨٨ مليون كيلومتر من الكرة الأرضية إلا أن الرحلة تستغرق مسافة أطول بسبب الخارطة المدارية التي تتخذها الرحلة للوصول إلى الكوكب، جونو ستدور حول كوكب المشتري لحوالي سنتين إلى أن تسقط ضمن الغلاف الجوي و تتدمر، لكن هذه الفترة ستكون كافية للكشف عن الكثير من أسرار هذا الكوكب العملاق.
عن كوكب المشتري:
قطر كوكب المشتري أكبر بـ١١ مرة من قطر كوكب الأرض، و هو كوكب غازي لا يوجد له سطح صخري كما هو حال كواكب المجموعة الشمسية الداخلية (المريخ والأرض والزهرة وعطارد). كوكب المشتري مهم جداً لتشكّل الحياة على الكرة الأرضية، فهو يمثّل حارس المجموعة الشمسية من المذنبات والأجسام الكبيرة عبر قوة جاذبيته، إذ أنه يشكّل مصد للمذنبات والأجسام الأخرى التي قد تقترب من كوكب الأرض، لكوكب المشتري أربع أقمار كبيرة والعديد من الأقمار الصغيرة (مجموعها ٧٦ قمر). من أشهر هذه الأقمار هو قمر يوروبا (اقرأ في الأسفل عن يوروبا) الذي يعد من أحد الأماكن المرشحة لاستضافة الحياة ضمن المجموعة الشمسية.
أهداف الرحلة:
هذه الرحلة ستعمل على اكتشاف ألغاز كوكب المشتري من حالة الطقس الشديدة الموجودة على سطح الكوكب إلى المكونات التي يتألف منها. كوكب المشتري يعد من أقدم كواكب المجموعة الشمسية التي لم تتطور كثيراً، مما يقدم لنا نظرة علمية عن تاريخ بدايات المجموعة الشمسية. كان من الممكن أن يصبح كوكب المشتري نجم آخر بالإضافة لنجم الشمس لو أن كثافة الهيدروجين كانت أكثر بـ ١٣ ضعف، لكن الكثافة الحالية للهيدروجين لم تكن كافية لتفعيل عملية الاندماج النووي، بالتالي بقي هذا الكوكب مشروع نجم مستقبلي إن لم تزد كتلته في المستقبل. ستعمل جونو على الكشف عن العناصر التي يتألف منها المشتري والكشف إن كان يمتلك نواة صلبة أم لا، يفترض العلماء وجود نواة صلبة بحجم كوكب الأرض، ويُعتَقد أنه ربما نعثر على هيدروجين بحالة سائلة بسبب الضغط الهائل لكتلة هذا الكوكب.
بدايات المجموعة الشمسية:
قبل ٤,٥ مليار سنة تقريباً تشكل نظام المجموعة الشمسية، حيث أخذ نجم الشمس حوالي ٩٩٪ من كتلة جميع العناصر الأساسية ضمن النظام، وتشكلت بقية الكواكب من الـ ١٪ المتبقية.
كوكب المشتري أخذ الحيز الأكبر من هذه الـ ١٪ المتبقية، حيث أن كتلة المشتري تساوي ضعفي كواكب المجموعة الشمسية مجموعةً معاً، هذا يعطي كوكب المشتري أهمية كبيرة في فهم تاريخ المجموعة الشمسية والعناصر الأساسية التي شكلته بالضبط، لأن المشتري لم تطرأ عليه الكثير من التغيرات، وهذا ما يجعله دليل غني جداً لتاريخ تشكل المجموعة الشمسية، وقد يجيب على الكثير من الأسئلة التي لازلت دون إجابة مثل من أين جاء الماء إلى كوكب الأرض أو العناصر العضوية التي أسست لنشأة الحياة.
جونو:
مركبة جونو تتجه نحو العملاق الغازي بسرعة، لكن مشكلة الإشعاعات الكهرومغناطيسية القوية جداً الصادرة عن الكوكب تجعل من مهمة الدوران حول الكوكب صعبة جداً، لأن هذه الإشعاعات تعطل الأجهزة الإلكترونية من مسافات بعيدة جداً. سيتفادى علماء ناسا هذه المشكلة عن طريق الدوران حول المشتري ضمن مدار قطبي حيث تكون هذه الإشعاعات ضعيفة، لكن لكي تستطيع المركبة الدخول ضمن مدار قطبي مع كوكب المشتري عليها أن تقترب لمسافة قريبة جداً من الكوكب حوالي ٥ ألاف كيلومتر من السطح لاستغلال قوة الجاذبية الناتجة عن كتلة هذا الكوكب العملاق، ثم استخدام هذا التسارع في الابتعاد من جديد إلى أن تستقر المركبة ضمن مدار قطبي حوله.
في حال فشلت هذه التحركات المدارية فسيكون مصير جونو الفشل و تعطل جميع أجهزته الإلكترونية بسبب الإشعاعات العالية، جونو سيقوم بهذه
المدارات القطبية ضمن سرعة تصل إلى ٢٦٠ ألف كيلومتر في الساعة، بحيث تتفوق سرعة هذه المركبة على سرعة الإفلات من جاذبية المشتري، هذه السرعة ستعد الأسرع في تاريخ الحضارة البشرية، و من باب المقارنة تستطيع جونو عبر هذه السرعة الدوران حول كوكب الأرض خلال عشر دقائق فقط!
إذا نجحت خطة التحليق المدارية هذه ستتمكن جونو من البقاء في مدارها حول المشتري حتى عام ٢٠١٨، عندها سيتم توجيه المركبة نحو المشتري لكي نأخذ صور أكثر قبل أن تدمرها الإشعاعات الكهرومغناطيسية. على الرغم من أن المدار القطبي يعرّض المركبة لكمية إشعاعات أقل ، إلا أن كمية الإشعاعات التي ستتعرض لها المركبة ضمن هذا المدار لا تزال عالية جداً. و لتجاوز هذه المشكلة تم إنشاء صندوق من التيتانيوم العازل للإشعاعات، حيث تم وضع جميع المعدات الإلكترونية التي ستقوم بعمليات الرصد بداخله.
مركبة جونو كلفت حوالي مليار دولار، وهي معدة بأحدث أدوات القياس وكاميرات الرصد، فمنها ما يرصد أشعة تحت الحمراء و الأشعة فوق البنفسجية لرصد الغلاف الكهرومغناطيسي لكوكب المشتري. ستقوم هذه المعدات بقياس حالات الطقس والعناصر الكيمائية المتواجدة على الكوكب، أيضاً ستقدم لنا جونو كميات هائلة من البيانات التي تتعلق بالترددات القصيرة المنبعثة من تحت الغلاف الجوي الكثيف، مما سيساهم بأن نفهم عمق الأعاصير الحاصلة على الكوكب، و تقارير مفصلة حول الماء ضمن الغلاف الجوي لكوكب المشتري و قياس كمياته ومصدره، هذا قد يجيب على سؤال هام جداً حول مصدر الماء على كوكب الأرض.
من الممكن أن تخبرنا معرفة نسبة الماء الموجودة ضمن كتلة المشتري عن نسبة الماء التي كانت موجودة على كوكب الأرض في مرحلة تشكله.
بعض الحقائق عن الرحلة:
يوجد ثلاث قطع من الليغو المصنوع من مادة التيتانيوم على متن الرحلة
يوجد صورة للعالم غاليليو غاليلي تقديراً له على اكتشاف نظام أقمار كوكب المشتري في عام ١٦١٠
جونو يحصل على ٤٪ فقط من طاقة الشمس بسبب المسافة الهائلة عن الشمس لهذا لديه ألواح طاقة
جونو سيدور حول المشتري لمدة ٢٠ شهر خلال ٣٦ مدار
ستنتهي مهمة جونو الرسمية في شباط ٢٠١٨
سأكتفي بهذا القدر وأتابع تفاصيل الرحلة قريباً بعد وصول المزيد من البيانات
للمزيد من المعلومات عن المهمة تصفح موقع ناسا
المصدر:http://myscience.space
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
رحلة وكالة الفضاء الأمريكية “جونو Juno” إلى مدار حول كوكب المشتري:
في الرابع من تموز عام ٢٠١٦ ستصل رحلة وكالة الفضاء الأمريكية “جونو Juno” إلى مدار حول كوكب المشتري. كوكب المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويتميز بالعديد من الخصائص التي قد تفسر لنا الكثير عن تاريخ نشأة المجموعة الشمسية، الرحلة انطلقت قبل ٥ سنوات (آب ٢٠١١) وقطعت حوالي٨٩٠ مليون كيلومتر للوصول إلى العملاق الغازي. كوكب المشتري يبعد حوالي ٥٨٨ مليون كيلومتر من الكرة الأرضية إلا أن الرحلة تستغرق مسافة أطول بسبب الخارطة المدارية التي تتخذها الرحلة للوصول إلى الكوكب، جونو ستدور حول كوكب المشتري لحوالي سنتين إلى أن تسقط ضمن الغلاف الجوي و تتدمر، لكن هذه الفترة ستكون كافية للكشف عن الكثير من أسرار هذا الكوكب العملاق.
عن كوكب المشتري:
قطر كوكب المشتري أكبر بـ١١ مرة من قطر كوكب الأرض، و هو كوكب غازي لا يوجد له سطح صخري كما هو حال كواكب المجموعة الشمسية الداخلية (المريخ والأرض والزهرة وعطارد). كوكب المشتري مهم جداً لتشكّل الحياة على الكرة الأرضية، فهو يمثّل حارس المجموعة الشمسية من المذنبات والأجسام الكبيرة عبر قوة جاذبيته، إذ أنه يشكّل مصد للمذنبات والأجسام الأخرى التي قد تقترب من كوكب الأرض، لكوكب المشتري أربع أقمار كبيرة والعديد من الأقمار الصغيرة (مجموعها ٧٦ قمر). من أشهر هذه الأقمار هو قمر يوروبا (اقرأ في الأسفل عن يوروبا) الذي يعد من أحد الأماكن المرشحة لاستضافة الحياة ضمن المجموعة الشمسية.
أهداف الرحلة:
هذه الرحلة ستعمل على اكتشاف ألغاز كوكب المشتري من حالة الطقس الشديدة الموجودة على سطح الكوكب إلى المكونات التي يتألف منها. كوكب المشتري يعد من أقدم كواكب المجموعة الشمسية التي لم تتطور كثيراً، مما يقدم لنا نظرة علمية عن تاريخ بدايات المجموعة الشمسية. كان من الممكن أن يصبح كوكب المشتري نجم آخر بالإضافة لنجم الشمس لو أن كثافة الهيدروجين كانت أكثر بـ ١٣ ضعف، لكن الكثافة الحالية للهيدروجين لم تكن كافية لتفعيل عملية الاندماج النووي، بالتالي بقي هذا الكوكب مشروع نجم مستقبلي إن لم تزد كتلته في المستقبل. ستعمل جونو على الكشف عن العناصر التي يتألف منها المشتري والكشف إن كان يمتلك نواة صلبة أم لا، يفترض العلماء وجود نواة صلبة بحجم كوكب الأرض، ويُعتَقد أنه ربما نعثر على هيدروجين بحالة سائلة بسبب الضغط الهائل لكتلة هذا الكوكب.
بدايات المجموعة الشمسية:
قبل ٤,٥ مليار سنة تقريباً تشكل نظام المجموعة الشمسية، حيث أخذ نجم الشمس حوالي ٩٩٪ من كتلة جميع العناصر الأساسية ضمن النظام، وتشكلت بقية الكواكب من الـ ١٪ المتبقية.
كوكب المشتري أخذ الحيز الأكبر من هذه الـ ١٪ المتبقية، حيث أن كتلة المشتري تساوي ضعفي كواكب المجموعة الشمسية مجموعةً معاً، هذا يعطي كوكب المشتري أهمية كبيرة في فهم تاريخ المجموعة الشمسية والعناصر الأساسية التي شكلته بالضبط، لأن المشتري لم تطرأ عليه الكثير من التغيرات، وهذا ما يجعله دليل غني جداً لتاريخ تشكل المجموعة الشمسية، وقد يجيب على الكثير من الأسئلة التي لازلت دون إجابة مثل من أين جاء الماء إلى كوكب الأرض أو العناصر العضوية التي أسست لنشأة الحياة.
جونو:
مركبة جونو تتجه نحو العملاق الغازي بسرعة، لكن مشكلة الإشعاعات الكهرومغناطيسية القوية جداً الصادرة عن الكوكب تجعل من مهمة الدوران حول الكوكب صعبة جداً، لأن هذه الإشعاعات تعطل الأجهزة الإلكترونية من مسافات بعيدة جداً. سيتفادى علماء ناسا هذه المشكلة عن طريق الدوران حول المشتري ضمن مدار قطبي حيث تكون هذه الإشعاعات ضعيفة، لكن لكي تستطيع المركبة الدخول ضمن مدار قطبي مع كوكب المشتري عليها أن تقترب لمسافة قريبة جداً من الكوكب حوالي ٥ ألاف كيلومتر من السطح لاستغلال قوة الجاذبية الناتجة عن كتلة هذا الكوكب العملاق، ثم استخدام هذا التسارع في الابتعاد من جديد إلى أن تستقر المركبة ضمن مدار قطبي حوله.
في حال فشلت هذه التحركات المدارية فسيكون مصير جونو الفشل و تعطل جميع أجهزته الإلكترونية بسبب الإشعاعات العالية، جونو سيقوم بهذه
المدارات القطبية ضمن سرعة تصل إلى ٢٦٠ ألف كيلومتر في الساعة، بحيث تتفوق سرعة هذه المركبة على سرعة الإفلات من جاذبية المشتري، هذه السرعة ستعد الأسرع في تاريخ الحضارة البشرية، و من باب المقارنة تستطيع جونو عبر هذه السرعة الدوران حول كوكب الأرض خلال عشر دقائق فقط!
إذا نجحت خطة التحليق المدارية هذه ستتمكن جونو من البقاء في مدارها حول المشتري حتى عام ٢٠١٨، عندها سيتم توجيه المركبة نحو المشتري لكي نأخذ صور أكثر قبل أن تدمرها الإشعاعات الكهرومغناطيسية. على الرغم من أن المدار القطبي يعرّض المركبة لكمية إشعاعات أقل ، إلا أن كمية الإشعاعات التي ستتعرض لها المركبة ضمن هذا المدار لا تزال عالية جداً. و لتجاوز هذه المشكلة تم إنشاء صندوق من التيتانيوم العازل للإشعاعات، حيث تم وضع جميع المعدات الإلكترونية التي ستقوم بعمليات الرصد بداخله.
مركبة جونو كلفت حوالي مليار دولار، وهي معدة بأحدث أدوات القياس وكاميرات الرصد، فمنها ما يرصد أشعة تحت الحمراء و الأشعة فوق البنفسجية لرصد الغلاف الكهرومغناطيسي لكوكب المشتري. ستقوم هذه المعدات بقياس حالات الطقس والعناصر الكيمائية المتواجدة على الكوكب، أيضاً ستقدم لنا جونو كميات هائلة من البيانات التي تتعلق بالترددات القصيرة المنبعثة من تحت الغلاف الجوي الكثيف، مما سيساهم بأن نفهم عمق الأعاصير الحاصلة على الكوكب، و تقارير مفصلة حول الماء ضمن الغلاف الجوي لكوكب المشتري و قياس كمياته ومصدره، هذا قد يجيب على سؤال هام جداً حول مصدر الماء على كوكب الأرض.
من الممكن أن تخبرنا معرفة نسبة الماء الموجودة ضمن كتلة المشتري عن نسبة الماء التي كانت موجودة على كوكب الأرض في مرحلة تشكله.
بعض الحقائق عن الرحلة:
يوجد ثلاث قطع من الليغو المصنوع من مادة التيتانيوم على متن الرحلة
يوجد صورة للعالم غاليليو غاليلي تقديراً له على اكتشاف نظام أقمار كوكب المشتري في عام ١٦١٠
جونو يحصل على ٤٪ فقط من طاقة الشمس بسبب المسافة الهائلة عن الشمس لهذا لديه ألواح طاقة
جونو سيدور حول المشتري لمدة ٢٠ شهر خلال ٣٦ مدار
ستنتهي مهمة جونو الرسمية في شباط ٢٠١٨
سأكتفي بهذا القدر وأتابع تفاصيل الرحلة قريباً بعد وصول المزيد من البيانات
للمزيد من المعلومات عن المهمة تصفح موقع ناسا
المصدر:http://myscience.space
