بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
كائن مجهري عجيب جدا حير العلماء:
يوجد كائن مجهري مثير للإهتمام اسمه دب الماء أو Tardigrades قد يغير هذا الكائن الكثير من المفاهيم الموجودة لدينا عن الحياة كما نعرفها. دب الماء لديه فم و عينين و جهاز هضم و جهاز عصبي و يبلغ حجمه ١ مم مغلف بمادة شبيهة بالمادة التي تغلف الحشرات و يمتلك ثمان أرجل تساعده على التحرك هو يمتلك فم شكله أشبه بالرمح حيث يغرس رمحه في داخل الخلايا النباتية و يمتص المحتوى البروتين الموجود في داخلها. ليس لدينا أي فكرة كيف تطور هذا الكائن و ماهي قصته التطورية و لكن استطعنا رصد ٨٠٠ نوع مختلف منه حتى الآن.
دب الماء يستطيع العيش في ظروف قاسية جداً حيث أنه يستطيع تحمل ضغط أكبر من ضغط الغلاف الجوي الأرضي بألف مرة تقريباً و يستطيع تحمل درجات حرارة تصل إلى ٣٠٠ درجة مئوية و التعايش مع درجات برودة قريبة من ٢٧٢ تحت الصفر. يستطيع هذا الكائن تحمل الإشعاعات الشمسية دون أن يوثر ذلك على حمضة النووي كما هو حال بقية الكائنات الحية (يصحح حمضه النووي بشكل ذاتي). دب الماء لديه انتشار أوسع من انتشار الجنس البشري من الناحية الجغرافية إذ أنه متواجد في كل مكان و يعيش على الأغلب في البيئة الرطبة حيث يوجد ماء و نباتات طحلبية.
يستطيع البقاء على قيد الحياة لأكثر من ١٠ سنين دون أي طعام لكن في حال تغيرت الظروف المحيطة به بشكل حاد يدخل هذا الكائن بنوع من الموت الحيوي حيث أن خلافه الخارجي يفرز مادة بروتينية شبيهة بالزجاج تقوم بحماية خلاياه طالما أنه في حالة الموت الحيوي هذه. عندما يكون دب الماء بحالة الموت الحيوي يتقوقع على نفسه مما يسهل انتقاله عن طريق الرياح لصغر حجمه مما قد ينقله إلى أماكن ذات ظروف ملائمة أكثر.. عندما تتبدل الظروف المحيطة به بشكل ملائم يعود دب الماء إلى الحياة من جديد ليمارس حياته بشكل اعتيادي و يمكنه البقاء في حالة الموت المؤقت لزمن طويل جداً
في عام ٢٠٠٧ أرسلت ناسا مجموعة من دبب الماء إلى الفضاء و وضعتهم في فراغ الفضاء دون أي حماية و بقية هذه العينة على هذه الحالة لعدت أيام. عندما عادت مهمة ناسا إلى الأرض وجدت أن دبب الماء لازلت على قيد الحياة و أنها وضعت بيوض جديدة أثناء الرحلة.
هل هذا الكائن فضائي غريب عن كوكب الأرض؟
على الأغلب هو ليس غريب عن كوكب الأرض لأن حمضه النووي منسجم مع بذرة الحياة الأرضية الأولى. أي أنه يمتلك مواصفات موجودة ضمن الجينات الموجودة لدينا على الكرة الأرضية لكن الغريب في حمضه النووي أنه متنوع بشكل لا نستطيع تفسيره عن طريق نظرية التطور. الفكرة هنا أن مهما كان خواص الكائن متنوعة إلا أن هذا التنوع يبقى محدود بما هو متاح ضمن التطور التراكمي الذي يحدث خطوة خطوة.
لتفسير غرابة حمض دب الماء النووي علينا التطرق إلى امكانية حدوث هذا النوع من التطور من خلال آلية مشهورة لدى البكتيريا تسمى بالتبادل الجيني الأفقي.
نقل المورثات الجينية عادة يحدث بشكل عامودي بين الأجيال من الأباء إلى الأبناء لكن يوجد خاصية لدى البكتريا تسمح لها بنقل مورثاتها الجينية بين بعضها (من نفس الجيل).
هذه الخاصية تتميز بها البكتريا بحيث تنقل بعض من حمضها النووي بشكل أفقي إلى بقية البكتريا المتواجدة في محيطها.
تحدث هذه العملية من خلال ٣ وسائل إما عن طريق انبوب جنسي بين الخليتين (البكتريا) أو من خلال افراز البكتريا بعض من حمضها النووي لكي تتلقفه الخلايا الآخرى أو عن طريق نوع من أنواع الفيروسات (العاثيات) التي تغزو البكتريا فتقوم بنقل جزء من الحمض النووي بينها.
الكائنات الحية التي تقوم بتقل جيناتها عن طريق التبادل الأفقي تصبح من الصعب جداً رصد تاريخها التطوري لأن جيناتها لا تتبع سياق زمني عامودي (أباء إلى الأبناء) و بالتالي قد يكون من الصعب جداً معرفة تاريخ دب الماء التطوري أو رصد أسلافه التطورية التي نتج عنها هذا الكائن الغريب.
المصدر:http://myscience.space
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
كائن مجهري عجيب جدا حير العلماء:
يوجد كائن مجهري مثير للإهتمام اسمه دب الماء أو Tardigrades قد يغير هذا الكائن الكثير من المفاهيم الموجودة لدينا عن الحياة كما نعرفها. دب الماء لديه فم و عينين و جهاز هضم و جهاز عصبي و يبلغ حجمه ١ مم مغلف بمادة شبيهة بالمادة التي تغلف الحشرات و يمتلك ثمان أرجل تساعده على التحرك هو يمتلك فم شكله أشبه بالرمح حيث يغرس رمحه في داخل الخلايا النباتية و يمتص المحتوى البروتين الموجود في داخلها. ليس لدينا أي فكرة كيف تطور هذا الكائن و ماهي قصته التطورية و لكن استطعنا رصد ٨٠٠ نوع مختلف منه حتى الآن.
دب الماء يستطيع العيش في ظروف قاسية جداً حيث أنه يستطيع تحمل ضغط أكبر من ضغط الغلاف الجوي الأرضي بألف مرة تقريباً و يستطيع تحمل درجات حرارة تصل إلى ٣٠٠ درجة مئوية و التعايش مع درجات برودة قريبة من ٢٧٢ تحت الصفر. يستطيع هذا الكائن تحمل الإشعاعات الشمسية دون أن يوثر ذلك على حمضة النووي كما هو حال بقية الكائنات الحية (يصحح حمضه النووي بشكل ذاتي). دب الماء لديه انتشار أوسع من انتشار الجنس البشري من الناحية الجغرافية إذ أنه متواجد في كل مكان و يعيش على الأغلب في البيئة الرطبة حيث يوجد ماء و نباتات طحلبية.
يستطيع البقاء على قيد الحياة لأكثر من ١٠ سنين دون أي طعام لكن في حال تغيرت الظروف المحيطة به بشكل حاد يدخل هذا الكائن بنوع من الموت الحيوي حيث أن خلافه الخارجي يفرز مادة بروتينية شبيهة بالزجاج تقوم بحماية خلاياه طالما أنه في حالة الموت الحيوي هذه. عندما يكون دب الماء بحالة الموت الحيوي يتقوقع على نفسه مما يسهل انتقاله عن طريق الرياح لصغر حجمه مما قد ينقله إلى أماكن ذات ظروف ملائمة أكثر.. عندما تتبدل الظروف المحيطة به بشكل ملائم يعود دب الماء إلى الحياة من جديد ليمارس حياته بشكل اعتيادي و يمكنه البقاء في حالة الموت المؤقت لزمن طويل جداً
في عام ٢٠٠٧ أرسلت ناسا مجموعة من دبب الماء إلى الفضاء و وضعتهم في فراغ الفضاء دون أي حماية و بقية هذه العينة على هذه الحالة لعدت أيام. عندما عادت مهمة ناسا إلى الأرض وجدت أن دبب الماء لازلت على قيد الحياة و أنها وضعت بيوض جديدة أثناء الرحلة.
هل هذا الكائن فضائي غريب عن كوكب الأرض؟
على الأغلب هو ليس غريب عن كوكب الأرض لأن حمضه النووي منسجم مع بذرة الحياة الأرضية الأولى. أي أنه يمتلك مواصفات موجودة ضمن الجينات الموجودة لدينا على الكرة الأرضية لكن الغريب في حمضه النووي أنه متنوع بشكل لا نستطيع تفسيره عن طريق نظرية التطور. الفكرة هنا أن مهما كان خواص الكائن متنوعة إلا أن هذا التنوع يبقى محدود بما هو متاح ضمن التطور التراكمي الذي يحدث خطوة خطوة.
لتفسير غرابة حمض دب الماء النووي علينا التطرق إلى امكانية حدوث هذا النوع من التطور من خلال آلية مشهورة لدى البكتيريا تسمى بالتبادل الجيني الأفقي.
نقل المورثات الجينية عادة يحدث بشكل عامودي بين الأجيال من الأباء إلى الأبناء لكن يوجد خاصية لدى البكتريا تسمح لها بنقل مورثاتها الجينية بين بعضها (من نفس الجيل).
هذه الخاصية تتميز بها البكتريا بحيث تنقل بعض من حمضها النووي بشكل أفقي إلى بقية البكتريا المتواجدة في محيطها.
تحدث هذه العملية من خلال ٣ وسائل إما عن طريق انبوب جنسي بين الخليتين (البكتريا) أو من خلال افراز البكتريا بعض من حمضها النووي لكي تتلقفه الخلايا الآخرى أو عن طريق نوع من أنواع الفيروسات (العاثيات) التي تغزو البكتريا فتقوم بنقل جزء من الحمض النووي بينها.
الكائنات الحية التي تقوم بتقل جيناتها عن طريق التبادل الأفقي تصبح من الصعب جداً رصد تاريخها التطوري لأن جيناتها لا تتبع سياق زمني عامودي (أباء إلى الأبناء) و بالتالي قد يكون من الصعب جداً معرفة تاريخ دب الماء التطوري أو رصد أسلافه التطورية التي نتج عنها هذا الكائن الغريب.
المصدر:http://myscience.space